المنهج الوصفي
صفحة 1 من اصل 1
المنهج الوصفي
.
5.المنهج الوصفي :
1.5.التعريف و الأهداف : يهتم المنهج الوصفي بدقة ذكر الخصائص و المميزات للشيء الموصوف معبرا عنها بصورة كمية و كيفية ، و يكثر استخدام هذا المنهج في المجالات العسكرية ، و كذلك في الدراسات الإنسانية ، فيما يصعب تطبيق المنهج التجريبي ، و يمكن تعريف هذا المنهج بأنه طريقة من طرق التحليل و التفسير بشكل علمي ، للوصول إلى أغراض محددة لوضعية اجتماعية معينة ، أو هو طريقة لوصف الظاهرة المدروســة و تصويرها كميا عن طريق جمع معلومات مقننة عن المشكلة و تصنيفها و تحليلها و إخضاعها للدراسة الدقيقة و أما أهدافه فيوضحها التعريف السابق ، و يمكن ذكرها على النحو التالي : جمع معلومات حقيقية ، و مفصلة لظاهرة معينة . تحديد المشكلات الموجودة ، أو توضيح بعض المظاهر . تحديد ما يفعله الأفراد في مواجهة مشكلة محددة . إجراء مقارنات مع الظواهر الأخرى ، أو بين حال الظاهرة في أوقات متباينة . إيجاد العلاقة بين الظواهر . تحديد أفضل السبل و الأدوات و الآلات و المعدات للرصد ، من مختلف الجوانب ، و بما يسمح للباحث بتقدير أفضل و أدق للمواقف ، حتى يتجنب المفاجآت ، و يقدر على الإنذار المبكر . كما يستخدم المنهج الوصفي في دراسة الأوضاع الراهنة للظواهر من حيث خصائصها ، أشكالها ، و علاقاتها ، و العوامل المؤثرة فـي ذلك و هذا يعني أن المنهج الوصفي يهتم بدراسة حاضر الظواهر و الأحداث بعكس المنهج التاريخي الذي يدرس الماضي ، مع ملاحظ أن المنهج الوصفي يشمل في كثير من الأحيان على عمليات تنبؤ لمستقبل الظواهر و الأحداث التي يدرسها أما هدفه الأساسي فهو فهم الحاضر لتوجيه المستقبل و ذلك من خلال وصف الحاضر بتوفير بيانات كافية لتوضيحه و فهمه ثم إجراء المقارنات و تحديد العلاقات بين العوامل و تطوير الاستنتاجات من خلال ما تشير إليه البيانات . يرتبط استخدام المنهج الوصفي غالبا بدراسات العلوم الاجتماعيــة و الإنسانية و التي استخدمته منذ نشأته و ظهوره ، و لكن هذا لا يعني أن استخدامه و تطبيقه يقتصر على هذه العلوم فحسب بل إنه يستخدم أحيانا في دراسات العلوم الطبيعية لوصف الظواهـر الطبيعيــة المختلفة . و يقوم المنهج الوصفي على رصد و متابعة دقيقة لظاهـرة أو حدث معين بطريقة كمية أو نوعية في فترة زمنية معينة أو عدة فترات ، من أجل التعرف على الظاهرة أو الحدث من حيث المحتـوى أو المضمون و الوصول إلى نتائج و تعميمات تساعد في فهــم الواقع و تطويره .
2.5.الأسس المنهجية للبحوث الوصفية : تستند البحوث الوصفية إلى أسس منهجية أهمها : التجريد و التعميم .
1.2.5. التجريد : و هو عملية عزل و انتقاء مظاهر معينة من كل عياني ، كجزء من عملية تقويمية ، أو توصيلية إلى الآخرين ، و لا تعارض بين التجريـد و بيـن كون المواقف الاجتماعية أكثر تعقيـدا مـن المواقـف الفيزيائية ، فالظواهر الفيزيائية – من حيث البساطة و التعقيد – مثل الظواهر الاجتماعية بحاجة إلى منهج علمي دقيق و أدوات قيـاس مناسبة . كما لا تعارض بين التجريد ، و كون كل واقعة اجتماعيــــة متفـردة ، لأن تفـرد الحادثـة الاجتماعيـة هـو تميز في الكـــم و الكيف ، و حين تجرد فإن الفروق الكيفية لا تغفل ، و لا تعارض بين التجريد ، و بين كون الحادثة الاجتماعية متفردة بدعوى أنها ذات خصائص منفصلة بعضها عن بعض ، فالحقيقة أن لا فصل بين خصائص الحادثة الاجتماعية ، و التجريد في كل الأحوال عمل علمي أساسي . و لا تعارض بين التجريد ، و بين اقتراب التجريد من ظاهـر الأشياء ، و ليس من باطنها ، بحيث يخشى عدم تطابق الظاهر مع الباطن ، لأن المظاهر الخارجية – كما في حال السلوك الإنساني الخارجي – ليست معزولة عن المظاهر الباطنية ، فيمكن باستخدام منهج أو مناهج مختلفة – بلوغ الداخلي منه .
2.2.5. التعميم : إذا صنفت الوقائع على أساس عامل مميز ، أمكن استخلاص حكـم أو أحكام تصدق على فئة معينة منها ، و قد يكون التعميم شاملا ، فيسبق بكلم كل ، أو جميع ، أو لا واحد ، و قد يكون جزئيا ، فيسبق بكلمة بعض ، و بالتعميم نصل بما استقرأناه ، إلى ما لم نستقرئه .
3.5.مراحل البحث الوصفي : يتم إجراء البحوث الوصفية على مرحلتين في الغالب ، المرحلة الأولى مرحلة الاستكشاف و الصياغة و المرحلة الثانية هي مرحلة التشخيص و الوصف المتعمق ، و المرحلتان مرتبطتان إحداهما إلى الأخرى ، طالما أن عملية البحث الاجتماعي عملية متدرجة من البسيط إلى الأكثر تعقيدا ، و سوف نعرض فيما يلي لأهداف و إجراءات كل مرحلة ( عمار بوحوش ، 2001 : ص 142 – 144 ) :
1.3.5. مرحلة الاستكشاف و الصياغة : معظم الدراسات تسعى إلى استطلاع مجال محدد للبحث الاجتماعـي أو صياغة مشكلات تصلح للبحث الدقيق في مرحلة لاحقة . كما قد تهدف هذه الدراسات إلى تحقيق غايات و وظائف أخرى مثل توضيح بعض المفاهيم ، و تحديد أولويات المسائل و الموضوعات الجديرة بالبحث ، أو جمع معلومات حول الإمكانية العملية لإجراء بحث عن مواقف الحياة العملية أو الفعلية ، أو حصر المشكلات التي يعدها الناس ذات أهمية خاصة بالنسبة لحياتهم و علاقاتهم الاجتماعية .
و تستنـد الدراسـات الكشفيـة إلـى إجـراءات منهجيـة محـددة و معروفة ، و هي إجراءات ليست مستقلة أو منعزلة بعضها عـن بعض ، و لكنها تتكامل في وحدة منهجية لتحقيق أهداف الدراسة الاستطلاعية . و إذا كانت هذه الدراسات تمثل نقطة البداية في البحث العلمي فإن البداية دائما هي أهم الخطوات ، إذ يتوقف على نجاحها استمرار عمليــــة البحث . و مهما بلغت دقة المناهج و الإجراءات التي يصطنعها الباحث في مراحل لاحقة ، فسـوف تكـون عديمـة القيمة ، إذا كانت البداية غير صحيحة أو ليست ملائمة . و تضم إجراءات الدراسات الكشفية : أولا : تلخيص تراث العلوم الاجتماعية و الميادين المختلفة المتصلة بمشكلة البحث .ثانيا : استشارة الأفراد ذوي الخبرة العلمية و العملية بالمشكلة المراد دراستها .ثالثا : تحليل بعض الحالات التي تزيد من استبصارنا بالمشكلة و تلقي مزيدا من الضوء عليها .
2.3.5. مرحلة التشخيص و الوصف المتعمق : أما النموذج الآخر للبحوث الاجتماعية فهو الذي يهتم بوصف الخصائص المختلفـة ، و جمـع المعلومـات حـول موقــف اجتماعي ، أو مجتمع محلي معين ، فنحن نستطيع تصوير الخصائص الاجتماعية لقرية من القرى حينما نحصل على كافة البيانات المتاحة عنها مثل توزيع السن و الديانة و نسبة التعليم و الحالة الزواجية و التركيب المهني و معدلات الخصوبة و نظام الملكية أو الحيازة . و قد نهتم أيضا في دراسة من هذا النوع بالتعرف على طبيعة الخدمات العامة التي يوفرها المجتمع للأفراد و الجماعات ، فندرس أوضاع الإسكــــان و الخدمات الصحية و الثقافية …… إلخ و يطلق على هذا النوع من الدراسات مصطلح البحوث الوصفية التشخيصية ، ذلك أنها جميعا تشترك في عدم وجود فروض مبدئية أو قضايا عامة توجه الباحث نحو فحص العلاقة الارتباطية بين متغيرين . فمثل هذه الفروض تتطلب شروطا خاصة في الدراسات التي تجري لاختيارها ، تختلف اختلافا جوهريا عن الشروط التي يجب مراعاتها عند تصميم الدراسـات الوصفية . و يحق لنا الآن أن نتساءل عن الفروق بين الدراسات الوصفيـــة و الاستطلاعية أو الكشفية طالمـا أن كـلا منها لا يبـدأ مــن فروض ، و نستطيع أن نحدد هذه الفروق بين هذين النوعين من الدراسات على النحو التالي : تفترض الدراسات الوصفية أن هناك قدرا وفيرا من البيانات عن المشكلة موضوع البحث ، و ذلك بعكس الحال في الدراسات الكشفية التي يدخل فيها الباحث الميدان ، و هو لا يعرف الأبعاد الحقيقية للظاهــرة أو المشكلة التي يدرسها ، و من ثم يحصر اهتمامه في استكشاف كل جوانب هذه المشكلة .
4.5. خطوات البحث باستخدام المنهج الوصفي : لا يختلف تطبيق و استخدام المنهج الوصفي للبحث في مراحله المختلفة عن تلك التي تشتملها الطريقة العلمية بشكل عام ، حيث يبدأ هذا المنهج بتجديد المشكلة و وضع الفروض و جمع البيانات و المعلومـات و مـن ثـم تحليلهـا و تفسيرهــا و بالتالي الوصول إلى النتائــج و التوصيات ، و يمكن تحديد هذه المراحل كما يلي : أ – تحديد المشكلة و صياغتها .ب – وضع الفروض و توضيح الأسس التي بنيت عليها .ج – تحديد المعلومات و البيانات التي يجـب جمعها لأغراض البحـث و كذلك تحديد طرائق و أساليب جمعها .د – جمع البيانات و المعلومات من المصادر المختلفة و بالأساليب التي تم تحديدها .هـ – تنظيم البيانات و المعلومات و تحليلها و تفسيرها .و – حصر النتائج و الاستنتاجات و صياغتها .ز – وضع التوصيات المناسبة . إن المنهج الوصفي لا يتمثل فقط في جمـع البيانات و المعلومــات و تبويبها و عرضها ، بل يشمل كذلك عملية تحليل دقيق لهذه البيانـات و المعلومات و تفسير عميق لها ، و سبر لأغوارها من أجل استخلاص الحقائق و التعميمات الجديدة التي تساهم في تراكم و تقدم المعرفة الإنسانية .
5.5.أساليب المنهج الوصفي : يشتمل المنهج الوصفي على مجموعة من أساليب البحث العلمي التي تستخدم من قبل الباحثين و سنحاول التعرف على أهم هذه الأساليب ليس فقط على الصعيد النظري و إنما من خلال أمثلة توضيحية أيضا ، أما أهم هذه الأساليب فهي :
أ – أسلوب المسح ، أو الدراسات المسحية .ب – دراسة الحالة .ج – تحليل المحتوى .د – دراسات النمو أو التطور .هـ – دراسات الارتباط .و – بالإضافـة إلـى أنـواع أخـرى مثـل الدراسـات الطويلـة زمنيا ، و الدراسات المقطعية و غيرها .
1.5.5.أسلوب المسح ( الدراسات المسحية ) : يتمثل هذا الأسلوب في جمع بيانات و معلومات عن متغيرات قليلة لعدد كبير من الأفراد و يطبق هذا الأسلوب في كثير من الدراسات من أجل :
وصف الوضع القائم للظاهرة بشكل تفصيلي و دقيق .مقارنة الظاهرة موضوع البحث بمستويات و معايير يتم اختيارها للتعرف على خصائص الظاهرة المدروسة .تحديد الوسائل و الإجراءات التي من شأنها تحسين و تطوير الوضع القائم . و يطبق أسلوب المسح عــادة على نطـاق جغرافــي كبيــر أو صغير ، و قد يكون مسحا شاملا أو بطريقة العين ، و في أغلب الأحيان تستخدم فيه عينات كبيرة من أجل مساعدة الباحث في الحصول على نتائج دقيقة و بنسب خطأ كثيرة و بالتالي تمكنه من تعميم نتائجه على مجتمع الدراسة . و من بين المجالات التي تحتاج إلى المنهج المسحي :
أ – المسح التعليمي : المدارس ، الطلبة ، المعلمين … إلخ .ب – المسح الاجتماعي : القضايا الاجتماعية كالزواج و الطلاق … إلخ .ج – المسح الاقتصادي : مسح السوق .د – المسح الثقافي : القراءة ، المكتبات … إلخ .هـ – مسح الرأي العام : الانتخابات ، وجهة نظر المجتمع في قضية معينة .
أما معوقات استخدام هذا النوع من أساليب البحث العلمي فتتمثل في ارتفاع تكاليف استخدامه و تطبيقه ، و في حاجته إلى فترة زمنية طويلة و جهد كبير ، حيث تستخدم أدوات و وسائل مختلفة لجمع المعلومات في أسلوب المسح ، و في أحيان كثيرة يعتمد الباحث على وسيلة واحدة لجمع المعلومات و في أحيـان أخـرى أكثر مـن أسلوب أو أداة لهــذه الغاية ، و أهم الوسائل و الأدوات التي تستخدم عادة تتمثل في الاستبيانات ، المقابلات الشخصية ، الزيارات و أحيانا بيتم الرجوع إلى الكتـب و الدوريـات والمصـادر المختلفــة
و يمكن تصنيف الدراسات المسحية في خمسة أنماط :
1 - دراسات المسح المدرسي : و تتضمن دراسة المشكلات المرتبطة بالميدان التربوي بأبعاده المختلفة ، من معلمين و طلاب و طرق التدريس و وسائل التعليم و أهداف و مناهج من أجل تخطيط السياسة التعليمية على نحو أفضل .
2 - دراسات المسح الاجتماعي : حيث ينصب الاهتمام فيها على بحث القضايا الاجتماعية و منها مسائل السكان و الأسرة و الهجرة و التقاليـد و الاتجاهات الاجتماعية و الدينية تجاه بعض القضايا الملحة كالعمالــة و مشاركة المرأة و البطالة و غيرها .
3 - دراسات الرأي العام : و تتلخص في دراسة آراء و مشاعر المجتمع تجاه الأفكار و المعتقدات السياسية السائدة في وقت معين بقصد توجيـه أو تصحيح السياسات الانتخابية أو التخطيطية أو الاقتصادية . إن تحليل الإشاعات و الطرف و الشعارات يعتبر أحد الوسائل في جمع البيانات عن الرأي العام السائد .
4 - دراسات تحليل العمل : و تهتم بوصف المهام و المسؤوليات المرتبطة بعمل أو حرفة أو وظيفة فنية أو إدارية معينة عن طريق تعريف العمل و ملخصه و واجباته و علاقته بالأعمال الأخرى إضافة إلى معايير الإبداع و التمكن لتلك الوظيفة .
5 - دراسات تحليل المضمون : و ترتبط هذه الدراسات بدراسة الوثائق و السجلات و التشريعات المكتوبة أو المدونـة التي تصف ظاهـرة معينة ، و تواجه هذا النوع من الدراسات صعوبة اختيار العينة بسبب الحصول على بعض الوثائق الهامة و السرية .
5.المنهج الوصفي :
1.5.التعريف و الأهداف : يهتم المنهج الوصفي بدقة ذكر الخصائص و المميزات للشيء الموصوف معبرا عنها بصورة كمية و كيفية ، و يكثر استخدام هذا المنهج في المجالات العسكرية ، و كذلك في الدراسات الإنسانية ، فيما يصعب تطبيق المنهج التجريبي ، و يمكن تعريف هذا المنهج بأنه طريقة من طرق التحليل و التفسير بشكل علمي ، للوصول إلى أغراض محددة لوضعية اجتماعية معينة ، أو هو طريقة لوصف الظاهرة المدروســة و تصويرها كميا عن طريق جمع معلومات مقننة عن المشكلة و تصنيفها و تحليلها و إخضاعها للدراسة الدقيقة و أما أهدافه فيوضحها التعريف السابق ، و يمكن ذكرها على النحو التالي : جمع معلومات حقيقية ، و مفصلة لظاهرة معينة . تحديد المشكلات الموجودة ، أو توضيح بعض المظاهر . تحديد ما يفعله الأفراد في مواجهة مشكلة محددة . إجراء مقارنات مع الظواهر الأخرى ، أو بين حال الظاهرة في أوقات متباينة . إيجاد العلاقة بين الظواهر . تحديد أفضل السبل و الأدوات و الآلات و المعدات للرصد ، من مختلف الجوانب ، و بما يسمح للباحث بتقدير أفضل و أدق للمواقف ، حتى يتجنب المفاجآت ، و يقدر على الإنذار المبكر . كما يستخدم المنهج الوصفي في دراسة الأوضاع الراهنة للظواهر من حيث خصائصها ، أشكالها ، و علاقاتها ، و العوامل المؤثرة فـي ذلك و هذا يعني أن المنهج الوصفي يهتم بدراسة حاضر الظواهر و الأحداث بعكس المنهج التاريخي الذي يدرس الماضي ، مع ملاحظ أن المنهج الوصفي يشمل في كثير من الأحيان على عمليات تنبؤ لمستقبل الظواهر و الأحداث التي يدرسها أما هدفه الأساسي فهو فهم الحاضر لتوجيه المستقبل و ذلك من خلال وصف الحاضر بتوفير بيانات كافية لتوضيحه و فهمه ثم إجراء المقارنات و تحديد العلاقات بين العوامل و تطوير الاستنتاجات من خلال ما تشير إليه البيانات . يرتبط استخدام المنهج الوصفي غالبا بدراسات العلوم الاجتماعيــة و الإنسانية و التي استخدمته منذ نشأته و ظهوره ، و لكن هذا لا يعني أن استخدامه و تطبيقه يقتصر على هذه العلوم فحسب بل إنه يستخدم أحيانا في دراسات العلوم الطبيعية لوصف الظواهـر الطبيعيــة المختلفة . و يقوم المنهج الوصفي على رصد و متابعة دقيقة لظاهـرة أو حدث معين بطريقة كمية أو نوعية في فترة زمنية معينة أو عدة فترات ، من أجل التعرف على الظاهرة أو الحدث من حيث المحتـوى أو المضمون و الوصول إلى نتائج و تعميمات تساعد في فهــم الواقع و تطويره .
2.5.الأسس المنهجية للبحوث الوصفية : تستند البحوث الوصفية إلى أسس منهجية أهمها : التجريد و التعميم .
1.2.5. التجريد : و هو عملية عزل و انتقاء مظاهر معينة من كل عياني ، كجزء من عملية تقويمية ، أو توصيلية إلى الآخرين ، و لا تعارض بين التجريـد و بيـن كون المواقف الاجتماعية أكثر تعقيـدا مـن المواقـف الفيزيائية ، فالظواهر الفيزيائية – من حيث البساطة و التعقيد – مثل الظواهر الاجتماعية بحاجة إلى منهج علمي دقيق و أدوات قيـاس مناسبة . كما لا تعارض بين التجريد ، و كون كل واقعة اجتماعيــــة متفـردة ، لأن تفـرد الحادثـة الاجتماعيـة هـو تميز في الكـــم و الكيف ، و حين تجرد فإن الفروق الكيفية لا تغفل ، و لا تعارض بين التجريد ، و بين كون الحادثة الاجتماعية متفردة بدعوى أنها ذات خصائص منفصلة بعضها عن بعض ، فالحقيقة أن لا فصل بين خصائص الحادثة الاجتماعية ، و التجريد في كل الأحوال عمل علمي أساسي . و لا تعارض بين التجريد ، و بين اقتراب التجريد من ظاهـر الأشياء ، و ليس من باطنها ، بحيث يخشى عدم تطابق الظاهر مع الباطن ، لأن المظاهر الخارجية – كما في حال السلوك الإنساني الخارجي – ليست معزولة عن المظاهر الباطنية ، فيمكن باستخدام منهج أو مناهج مختلفة – بلوغ الداخلي منه .
2.2.5. التعميم : إذا صنفت الوقائع على أساس عامل مميز ، أمكن استخلاص حكـم أو أحكام تصدق على فئة معينة منها ، و قد يكون التعميم شاملا ، فيسبق بكلم كل ، أو جميع ، أو لا واحد ، و قد يكون جزئيا ، فيسبق بكلمة بعض ، و بالتعميم نصل بما استقرأناه ، إلى ما لم نستقرئه .
3.5.مراحل البحث الوصفي : يتم إجراء البحوث الوصفية على مرحلتين في الغالب ، المرحلة الأولى مرحلة الاستكشاف و الصياغة و المرحلة الثانية هي مرحلة التشخيص و الوصف المتعمق ، و المرحلتان مرتبطتان إحداهما إلى الأخرى ، طالما أن عملية البحث الاجتماعي عملية متدرجة من البسيط إلى الأكثر تعقيدا ، و سوف نعرض فيما يلي لأهداف و إجراءات كل مرحلة ( عمار بوحوش ، 2001 : ص 142 – 144 ) :
1.3.5. مرحلة الاستكشاف و الصياغة : معظم الدراسات تسعى إلى استطلاع مجال محدد للبحث الاجتماعـي أو صياغة مشكلات تصلح للبحث الدقيق في مرحلة لاحقة . كما قد تهدف هذه الدراسات إلى تحقيق غايات و وظائف أخرى مثل توضيح بعض المفاهيم ، و تحديد أولويات المسائل و الموضوعات الجديرة بالبحث ، أو جمع معلومات حول الإمكانية العملية لإجراء بحث عن مواقف الحياة العملية أو الفعلية ، أو حصر المشكلات التي يعدها الناس ذات أهمية خاصة بالنسبة لحياتهم و علاقاتهم الاجتماعية .
و تستنـد الدراسـات الكشفيـة إلـى إجـراءات منهجيـة محـددة و معروفة ، و هي إجراءات ليست مستقلة أو منعزلة بعضها عـن بعض ، و لكنها تتكامل في وحدة منهجية لتحقيق أهداف الدراسة الاستطلاعية . و إذا كانت هذه الدراسات تمثل نقطة البداية في البحث العلمي فإن البداية دائما هي أهم الخطوات ، إذ يتوقف على نجاحها استمرار عمليــــة البحث . و مهما بلغت دقة المناهج و الإجراءات التي يصطنعها الباحث في مراحل لاحقة ، فسـوف تكـون عديمـة القيمة ، إذا كانت البداية غير صحيحة أو ليست ملائمة . و تضم إجراءات الدراسات الكشفية : أولا : تلخيص تراث العلوم الاجتماعية و الميادين المختلفة المتصلة بمشكلة البحث .ثانيا : استشارة الأفراد ذوي الخبرة العلمية و العملية بالمشكلة المراد دراستها .ثالثا : تحليل بعض الحالات التي تزيد من استبصارنا بالمشكلة و تلقي مزيدا من الضوء عليها .
2.3.5. مرحلة التشخيص و الوصف المتعمق : أما النموذج الآخر للبحوث الاجتماعية فهو الذي يهتم بوصف الخصائص المختلفـة ، و جمـع المعلومـات حـول موقــف اجتماعي ، أو مجتمع محلي معين ، فنحن نستطيع تصوير الخصائص الاجتماعية لقرية من القرى حينما نحصل على كافة البيانات المتاحة عنها مثل توزيع السن و الديانة و نسبة التعليم و الحالة الزواجية و التركيب المهني و معدلات الخصوبة و نظام الملكية أو الحيازة . و قد نهتم أيضا في دراسة من هذا النوع بالتعرف على طبيعة الخدمات العامة التي يوفرها المجتمع للأفراد و الجماعات ، فندرس أوضاع الإسكــــان و الخدمات الصحية و الثقافية …… إلخ و يطلق على هذا النوع من الدراسات مصطلح البحوث الوصفية التشخيصية ، ذلك أنها جميعا تشترك في عدم وجود فروض مبدئية أو قضايا عامة توجه الباحث نحو فحص العلاقة الارتباطية بين متغيرين . فمثل هذه الفروض تتطلب شروطا خاصة في الدراسات التي تجري لاختيارها ، تختلف اختلافا جوهريا عن الشروط التي يجب مراعاتها عند تصميم الدراسـات الوصفية . و يحق لنا الآن أن نتساءل عن الفروق بين الدراسات الوصفيـــة و الاستطلاعية أو الكشفية طالمـا أن كـلا منها لا يبـدأ مــن فروض ، و نستطيع أن نحدد هذه الفروق بين هذين النوعين من الدراسات على النحو التالي : تفترض الدراسات الوصفية أن هناك قدرا وفيرا من البيانات عن المشكلة موضوع البحث ، و ذلك بعكس الحال في الدراسات الكشفية التي يدخل فيها الباحث الميدان ، و هو لا يعرف الأبعاد الحقيقية للظاهــرة أو المشكلة التي يدرسها ، و من ثم يحصر اهتمامه في استكشاف كل جوانب هذه المشكلة .
4.5. خطوات البحث باستخدام المنهج الوصفي : لا يختلف تطبيق و استخدام المنهج الوصفي للبحث في مراحله المختلفة عن تلك التي تشتملها الطريقة العلمية بشكل عام ، حيث يبدأ هذا المنهج بتجديد المشكلة و وضع الفروض و جمع البيانات و المعلومـات و مـن ثـم تحليلهـا و تفسيرهــا و بالتالي الوصول إلى النتائــج و التوصيات ، و يمكن تحديد هذه المراحل كما يلي : أ – تحديد المشكلة و صياغتها .ب – وضع الفروض و توضيح الأسس التي بنيت عليها .ج – تحديد المعلومات و البيانات التي يجـب جمعها لأغراض البحـث و كذلك تحديد طرائق و أساليب جمعها .د – جمع البيانات و المعلومات من المصادر المختلفة و بالأساليب التي تم تحديدها .هـ – تنظيم البيانات و المعلومات و تحليلها و تفسيرها .و – حصر النتائج و الاستنتاجات و صياغتها .ز – وضع التوصيات المناسبة . إن المنهج الوصفي لا يتمثل فقط في جمـع البيانات و المعلومــات و تبويبها و عرضها ، بل يشمل كذلك عملية تحليل دقيق لهذه البيانـات و المعلومات و تفسير عميق لها ، و سبر لأغوارها من أجل استخلاص الحقائق و التعميمات الجديدة التي تساهم في تراكم و تقدم المعرفة الإنسانية .
5.5.أساليب المنهج الوصفي : يشتمل المنهج الوصفي على مجموعة من أساليب البحث العلمي التي تستخدم من قبل الباحثين و سنحاول التعرف على أهم هذه الأساليب ليس فقط على الصعيد النظري و إنما من خلال أمثلة توضيحية أيضا ، أما أهم هذه الأساليب فهي :
أ – أسلوب المسح ، أو الدراسات المسحية .ب – دراسة الحالة .ج – تحليل المحتوى .د – دراسات النمو أو التطور .هـ – دراسات الارتباط .و – بالإضافـة إلـى أنـواع أخـرى مثـل الدراسـات الطويلـة زمنيا ، و الدراسات المقطعية و غيرها .
1.5.5.أسلوب المسح ( الدراسات المسحية ) : يتمثل هذا الأسلوب في جمع بيانات و معلومات عن متغيرات قليلة لعدد كبير من الأفراد و يطبق هذا الأسلوب في كثير من الدراسات من أجل :
وصف الوضع القائم للظاهرة بشكل تفصيلي و دقيق .مقارنة الظاهرة موضوع البحث بمستويات و معايير يتم اختيارها للتعرف على خصائص الظاهرة المدروسة .تحديد الوسائل و الإجراءات التي من شأنها تحسين و تطوير الوضع القائم . و يطبق أسلوب المسح عــادة على نطـاق جغرافــي كبيــر أو صغير ، و قد يكون مسحا شاملا أو بطريقة العين ، و في أغلب الأحيان تستخدم فيه عينات كبيرة من أجل مساعدة الباحث في الحصول على نتائج دقيقة و بنسب خطأ كثيرة و بالتالي تمكنه من تعميم نتائجه على مجتمع الدراسة . و من بين المجالات التي تحتاج إلى المنهج المسحي :
أ – المسح التعليمي : المدارس ، الطلبة ، المعلمين … إلخ .ب – المسح الاجتماعي : القضايا الاجتماعية كالزواج و الطلاق … إلخ .ج – المسح الاقتصادي : مسح السوق .د – المسح الثقافي : القراءة ، المكتبات … إلخ .هـ – مسح الرأي العام : الانتخابات ، وجهة نظر المجتمع في قضية معينة .
أما معوقات استخدام هذا النوع من أساليب البحث العلمي فتتمثل في ارتفاع تكاليف استخدامه و تطبيقه ، و في حاجته إلى فترة زمنية طويلة و جهد كبير ، حيث تستخدم أدوات و وسائل مختلفة لجمع المعلومات في أسلوب المسح ، و في أحيان كثيرة يعتمد الباحث على وسيلة واحدة لجمع المعلومات و في أحيـان أخـرى أكثر مـن أسلوب أو أداة لهــذه الغاية ، و أهم الوسائل و الأدوات التي تستخدم عادة تتمثل في الاستبيانات ، المقابلات الشخصية ، الزيارات و أحيانا بيتم الرجوع إلى الكتـب و الدوريـات والمصـادر المختلفــة
و يمكن تصنيف الدراسات المسحية في خمسة أنماط :
1 - دراسات المسح المدرسي : و تتضمن دراسة المشكلات المرتبطة بالميدان التربوي بأبعاده المختلفة ، من معلمين و طلاب و طرق التدريس و وسائل التعليم و أهداف و مناهج من أجل تخطيط السياسة التعليمية على نحو أفضل .
2 - دراسات المسح الاجتماعي : حيث ينصب الاهتمام فيها على بحث القضايا الاجتماعية و منها مسائل السكان و الأسرة و الهجرة و التقاليـد و الاتجاهات الاجتماعية و الدينية تجاه بعض القضايا الملحة كالعمالــة و مشاركة المرأة و البطالة و غيرها .
3 - دراسات الرأي العام : و تتلخص في دراسة آراء و مشاعر المجتمع تجاه الأفكار و المعتقدات السياسية السائدة في وقت معين بقصد توجيـه أو تصحيح السياسات الانتخابية أو التخطيطية أو الاقتصادية . إن تحليل الإشاعات و الطرف و الشعارات يعتبر أحد الوسائل في جمع البيانات عن الرأي العام السائد .
4 - دراسات تحليل العمل : و تهتم بوصف المهام و المسؤوليات المرتبطة بعمل أو حرفة أو وظيفة فنية أو إدارية معينة عن طريق تعريف العمل و ملخصه و واجباته و علاقته بالأعمال الأخرى إضافة إلى معايير الإبداع و التمكن لتلك الوظيفة .
5 - دراسات تحليل المضمون : و ترتبط هذه الدراسات بدراسة الوثائق و السجلات و التشريعات المكتوبة أو المدونـة التي تصف ظاهـرة معينة ، و تواجه هذا النوع من الدراسات صعوبة اختيار العينة بسبب الحصول على بعض الوثائق الهامة و السرية .
شهارة جلفاوي- مشرف
- عدد الرسائل : 275
الأوسمة :
تاريخ التسجيل : 13/04/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى