منتدى الباحث عزالدين بن عبد الله
فضاء منتدى القانون والتربية والثقافة والعلوم يرحب بكم

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى الباحث عزالدين بن عبد الله
فضاء منتدى القانون والتربية والثقافة والعلوم يرحب بكم
منتدى الباحث عزالدين بن عبد الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنهج التاريخي

اذهب الى الأسفل

المنهج التاريخي Empty المنهج التاريخي

مُساهمة من طرف شهارة جلفاوي الأحد يوليو 27, 2008 2:00 pm

.المنهج التاريخي :
1.2البحث التاريخي : هو تقرير صحة البيانات المتوافرة لحادثة أو عملية أو ظاهرة إنسانية أو طبيعية تمت في الماضي ، بواسطة القـراءة و التأمل و التحليــل و النقد . و قد سمي كذلك لا لكونه متخصصا أو مقتصرا على مشاكــل التاريخ ، بل لأن المشكلات التي يدرسها قد حدثت في الماضي و يهدف البحث التاريخي إلى مراجعة و دراسة و تصحيح الحقائق حول حوادث و مظاهر الماضي ، للاستفادة من دروسها في توجيه الحاضـــــر و المستقبل ، أو على لأقل تقدير في تطوير صورة متكاملة واضحة للحاضر عن طريق فهمنا الصحيح للماضي . يستخدم المنهج التاريخي في دراسة التاريخ بمعناه العام و الذي يتمثل في دراسة الماضي بمختلف أحداثه و ظواهره و كذلك دراسة التاريخ بمعناه الخاص و الذي يعني البحث في مجمل حيات البشر الماضية و ما تشمل عليه من علاقات بين الأحداث و المتغيرات في الفترات الزمنية المختلفة و بالذات العلاقات و بالذات العلاقات السببية المسؤولة عن تطوير و تغيير هذه الظواهر و الأحداث عبر الزمن . و المنهج التاريخي يستخدم في دراسات علم الآثار و الجيولوجيا و التاريخ البشري لكي يتم استخلاص الحقائق المتعلقة بجميع الظواهر و الأحداث التي تدرسهــا و تتناولها هذه العلوم .
يركز المنهج التاريخي على دراسة الماضي من أجل فهم الحاضـر و التنبؤ بالمستقبل و يستخدم كذلك في دراسة الحاضر من خلال دراسة ظواهره و أحداثه و تفسيرها بالرجوع إلى أصلها و تحديد التغيرات و التطورات التي تعرضت لها و مرت عليها و العوامـل و الأسباب المسؤولة عن ذلك و التي منحتها صورتها الحالية . و على الرغم من أن المنهج التاريخي يقـدم وصفا دقيقــا للماضي ، إلا أنه لا يقوم على الملاحظة البشرية للظواهر و الأحداث و لا يعتمد على التجربة العلمية للوصول إلى الحقائق ، فمصدر المعرفة الأساسي فيه هو الآثار و السجلات التاريخية و أحيانا الناس أو الأفراد ، و إن كان هؤلاء لا يملكون القدرة التي تمكنهم من الاحتفاظ بالحقيقة لفترة زمنية طويلة . و قد يميل هؤلاء لا يملكون القدرة التي تمكنهم من الاحتفاظ بالحقيقة لفترة زمنية طويلة و قد يميل هؤلاء الأفراد إلى التحيـز أو المبالغة في وصف الحقائــق و تصويرها . و كذلك فإن المنهج التاريخي بحكم دراستـه للماضي لا يمكن الباحث من استرجاع الظواهر و السيطرة عليها أو التأثير فيها ، لذلك فإن النتائج و المعرفة التي يتم التوصل إليها من خلال تطبيق المنهج التاريخي تكون غير دقيقة بالمعايير العلمية الحديثة بأنه غير كاملة و تستند إلى أدلة و براهين جزئية ، و رغم ذلك فإن المنهج التاريخي منهج ناقد يبحث عن الحقيقة من خلال أسلوب علمي يبدأ بتحديد المشكلة مرورا بوضع الفروض الملائمة و جمــع البيانات و المعلومات و إخضاع الفروض للاختبار و من ثم الوصول إلى نتائج منشودة ، كذلك فإن الاعتماد على الملاحظة غير المباشرة في هذا المنهج لا تنقص من قيمته خصوصا إذا ما تم إخضاع البيـانـــات و التمحيــص الدقيــق
2.2.خطوات المنهج التاريخي : تنحصر خطوات المنهج العلمي التاريخي في عدد من الخطوات المتسلسلة و المترابطة كما يلي
أ – تحديد المشكلة : لا يختلف أسلوب تحديد المشكلة في المنهج التاريخي عنه في مناهــج و أساليب البحث العلمي الأخرى لأن طرائق تحديد المشكلة هي نفسها في جميع المناهج العلمية بغض النظر عن موضوع الدراسة و المنهج المستخدم فيها .
ب – جمع مصادر المعلومات في البحث التاريخي : تقسم مصادر المعلومات في المنهج التاريخي إلى قسمين رئيسيين هما : المصادر الأولية للمعلومات ، و تضم المعلومات الأصلية التي تكون أقرب ما يمكن إلى الواقع ، و تعكس الحقيقة . المصادر الثانوية للمعلومات ، و هي التي تعتمد على المصادر الأولية و تقوم بتصنيفها أو تلخيصها أو مراجعتها … إلخ . تتعدد مصادر المعلومات في دراسات المنهج التاريخي و يمكن حصر أهمها فيما يلي : السجلات و الوثائق بمختلف أنواعه مثل : الدساتير ، القوانين وسجلات المحاكم ، قوائم الضرائب القوانين و الأنظمة ، الإحصاءات المختلفة ، الصحف و الكتب القديمة و المنشورات بأنواعها ، الصور و الأفلام و الخرائط ، الأساطير و الحكايات الشعبيـة ، السيـر الذاتية ، و اليوميات ، الرسائل ، الوصايا ، العقود بأنواعها … إلخ .الآثار و الشواهد التاريخية : و هذه تتمثل في بقايا و مخلفات العصور السابقة مثل بقايا المدن و الهياكل و المدرجات و المدافـن و المخطوطات … إلخ .الدراسات التاريخية القيمة : و تشمل هذه الكتب و الدراسات التاريخية بأنواعها المختلفة و الملفات و الوثائق و السجلات .شهود العيان .الزيارات الميدانية للمتاحف و الآثار و المواقع التاريخية .
المكتبات المختلفة و مراكز التوثيق و مراكز المعلومات .
ج – نقد المعلومات في البحث التاريخي : لما كانت مصادر المعرفة في البحث التاريخي تقوم على الملاحظة غير المباشرة و تمتاز بقدمها ، فإن على الباحث أن لا يسلم بصدق هذه المعلومات و بأنها تقدم وصفا موثوقا به للظواهر و الأحداث بل لا بد أن يفحصها و يمحصها ليتأكد من دقتها و صدق محتواها خصوصا و أنها عرضة للتعديل المقصود و غير المقصود ، فهي تكتب أو تعدل حسب وجهة نظر فئة أو جهة أو شخص معين ، و لكي يتأكد من الباحث من صدق المعلومات التي حصل عليها و دقتها فإنه يقوم بنقدها و دراستها على مستويين هما :
(1) النقد الخارجي للوثائق التاريخية : يرتبط نقد المعلومات الخارجي بمدى صدق و أصالة مصدر المعلومات أيا كان نوعه و شكله ، و يركز كذلك على تحقيق شخصية المؤلف و الكاتب و زمن الوثيقة و مكان صدورها . و تثار في هذا الصدد مجموعة من الأسئلة التي لا بد أن يجد الباحث الإجابة المقنعة لها مثل : في أي عصر ظهرت الوثيقة أو المصدر ؟من هو الكاتب أو المؤلف ؟ و هل هو الذي كتب النسخة الأصلية من الوثيقة ؟ هل الوثيقة التي يعتمدها هي النسخة الأصلية أم صورة عنها ؟ و إذا كانت صورة عن الأصل فهل يمكن العثور على النسخة الأصلية ؟ متى ظهرت الوثيقة لأول مرة ؟ و أين ؟ و لكي يتتبع الباحث أصول الوثائق أو اكتشاف ما به من تزويـر و تعديل فإنه يبدأ بفحص دقيق لمحتواها و لغتها بناء على معايير و أسس معينة مثل : التأكد من حدوث أي تعديل أو تغيير على الوثيقة .هل التعديل أو التغيير الذي يطرأ كان للزيادة أم للحذف من الوثيقة ؟ أين تم التعديل أو التغيير و لماذا ؟ هل كتبت الوثيقة بلغة العصر المنسوبة إليـه ؟.
(2) النقد الداخلي للوثائق التاريخية : يركز النقد الداخلي على التأكد من مدى صحة محتوى المادة التي تحويها الوثيقة أو المصدر و يتم ذلك من خلال الإجابة على عدد من الأسئلة ذات العلاقة بموضوع الوثيقة مثل : هل هناك أي تناقض في محتوى الوثيقة أو موضوعها ؟ هل قدم المؤلف الحقيقة كاملة أم حاول تشويهها و تحريفها ؟ لماذا قام المؤلف بكتابة الوثيقة ؟ هل توجد وثائق أخرى تعود لنفس العصر و تتفق مع الوثيقة في محتواها ؟هل كتبت الوثيقة بناء على ملاحظة مباشرة أم غير مباشرة ؟ و الجدير بالذكر أن عملية النقد بشقيها الخارجي و الداخلي ليست عشوائية و إنما تتم وفق أصول و قواعد عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر : لا تشتمل الوثائق القديمة أحداثا تاريخية حدثت في عصور لاحقة .إهمال الوثيقة لذكر بعض الأحداث في العصر الذي كتبت فيه لا يعني أن مؤلف الوثيقة يجهل هذه الأحداث بل قد يكون تجاهلها لسبب أو لآخر .لا يجب تبخيس قيمة أي مصدر كما لا يجب إعطاؤه أكثر مما يستحق من أهمية .
يجب الاعتماد على أكثر من مصدر للتأكد مـن الحقائق و الأحداث و مقارنتها مع بعضها البعض و التأكد من تطابقها .
3.2.أدوات جمع المعلومات في المنهج التاريخي : 1 – الملاحظة التحليلية الناقدة للمصـادر التاريخية ( النقـد الداخلــي و الخارجي ) .2 – التحليـل التقني للمـادة التاريخية باستخـدام الأجهزة و الوسائـل و التكنولوجيا المختلفة ، للكشف عن صحة أو زيف المصدر التاريخي .3 – المقابلات الشخصية لشهود العيان و رواة الحوادث و الأخبار .4 – استطلاعات الرأي و الاستبيانات .
4.2. صياغة الفروض في المنهج التاريخي : يتطلب البحث التاريخي كغيره من مناهج البحث أن يضع الباحث فرضا أو فرضيات تساعده في تحديد مسار اتجاهه و وجهته و توجيهه إلى جمع معلومات معينة ، و بعد فحص المعلومات و تمحيصها و نقدها فإنه يمكن تعديل فرضيات البحث في ضوئها ، و بناء عليها و من ثم يجري استخلاص الحقائق و وضع النتائج ، علما بـأن النقد الخارجـي و الداخلي للمعلومات يكون بمثابة اختيار لفرضيات الدراسـة و إثبـات أو نفي لها . و عادة ما تتعدد الفروض في الدراسات التاريخية على اعتبار أن معظم أحداث التاريخ لا يمكن تفسيرها بشكل موضوعـي لسبــب واحد ، و هو أن الأحداث التاريخية معقدة و متداخلة و يصعب ربطها بسبب واحد . مثال : أحرق الرومان مكتبة الإسكندرية خلال حرقهم الأسطول المصري . أحرق المسيحيون مكتبة الإسكندرية لأنها كانت مستودعا للفكر الوثني القديم . أحرق المسلمون مكتبة الإسكندرية لأنها كانت مستودعا للفكر المسيحي المشرك . مكتبة الإسكندرية لـم يحرقها أحـد و إنمـا تبددت بحكم الزمـن و الإهمال و الاحتراق الذاتي .
5.4. كتابة تقرير البحث التاريخي : تقرر فرضيات البحث التاريخي الإطار العام للدراسة و الذي يتمثل في عرض المـادة العلميـة وفـق نظـام عـام قــد يكـون تاريخيا ( زمنيا ) ، أو جغرافيا ( إقليميا ) أو موضوعيا . و تقرير البحث التاريخي لا يختلف في مواصفاته عن غيره من تقارير الأبحاث الأخرى .و هناك اعتبارات أساسية لكتابة تقرير البحث التاريخي منها : 1 – كتابة الحقائق التاريخية على بطاقات أو مذكرات خاصة بشكل حقائق منظمة على أساس التسلسل الزمني من الماضي إلى الحاضر ، أو على أساس موضوعي أو جغرافي ، أو عوامل البحث التاريخي التي يدرسها الباحث .2 – دراسة البيانات التاريخية و تحليلها مع التركيز على إظهار علاقات السبب و النتيجة للحوادث و العوامل المدروسـة و العلاقات المحتملة بينها .3 – كتابة تقرير البحث على أساس العناصر التالية : أ – المقدمة التمهيدية بما فيها من خلفية و بيئة المشكلة .ب – الدراسات السابقة للبحث .ج – أهداف و أسئلة أو فرضيات البحث .د – منهجية البحث للإجابة على الأسئلة أو اختبار الفرضيات ، بواسطة المنطق اللفظي غالبا أو بالأدوات و الوسائل التقنية المناسبة . هـ – عرض الحقائق ( البراهين و الدلائل ) التاريخية بالتحليــــل و التفسير .
و – اقتراح النتائج و التوصيات للمستقبل . و من الأخطاء التي يرتكبها الباحثون في المنهج التاريخي :
صياغة مشكلة البحث أو موضوعه بشكل واسع و غير محدد . استخدام المصادر الثانوية التي يسهل الوصول إليها بدلا من المصادر الأولية . النقد غير الكافي للمصادر التاريخية . التحليل غير السليم لنتائج البحث . التحيز الشخصي للموضوع أو للنتائج . ضعف الأسلوب و اللغة المستخدمة في البحث .
شهارة جلفاوي
شهارة جلفاوي
مشرف

عدد الرسائل : 275
الأوسمة : المنهج التاريخي W4
تاريخ التسجيل : 13/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى