منتدى الباحث عزالدين بن عبد الله
فضاء منتدى القانون والتربية والثقافة والعلوم يرحب بكم

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى الباحث عزالدين بن عبد الله
فضاء منتدى القانون والتربية والثقافة والعلوم يرحب بكم
منتدى الباحث عزالدين بن عبد الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شروط الزواج الدكتور محمد راتب النابلسي

اذهب الى الأسفل

16122011

مُساهمة 

شروط الزواج   الدكتور محمد راتب النابلسي Empty شروط الزواج الدكتور محمد راتب النابلسي




بسم الله الرحمن الرحيم
شروط الزواج   الدكتور محمد راتب النابلسي Ratib_286310780

أيها الإخوة المؤمنون:
وصلنا في الدرس الماضي في موضوع الزواج إلى المحرمات مؤقتاً من النساء.
من هذه المحرمات مؤًقتاً المشركة، اتفق العلماء على أنه لا يحل لمسلم أن يتزوج من الوثنية ولا الزنديقة، ولا المرتدة عن الإسلام ولا عابدة البقر، ولا المعتقدة بمذهب الإباحة.
يعني هذا اللانمطي، اللاديني، الذي لا يؤمن بشيء، ويفعل كل شيء، هذه الإباحية، من تعتقد بمذهب الإباحية لا يحل لمسلم الزواج منها.
فالوثنية من تؤمن بالوثن، من تعبد صنم، والزنديقة التي تنكر الأديان السماوية والمرتدة التي أسلمت ثم كفرت، وعابدة البقر والمعتقدة لمذهب الإباحة، كالوجودية، ونحوها من مذاهب الملاحدة هؤلاء النساء كلهن لا يحل لمسلم الزواج منهن.
ربنا سبحانه وتعالى يقول:

﴿وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾

[سورة البقرة]
يعني الزوج أم الزوجة إن كانا مؤمنين بالله فهما يدعوان إلى الله والدار الآخرة وإلى الجنة، وإن كانا على خلاف ذلك، إن كانت امرأة دعت زوجها إلى جهنم، وإن كان رجل دعا زوجته إلى جهنم.
الحقيقة هناك سبب، أوعلة بليغة لتحريم الزواج بالمشركة، هذا الإنسان الذي لا دين له.. ماذا يفعل الدين ؟ الدين فيه مجموعة أوامر ومجموعة نواهي، فيه نظام، فيه ما يجوز، وفيه مالا يجوز، فيه ما هو مباح، وفيه ما هو غير مباح، فاللاديني لا يحرم شيئاً ويبيح لنفسه كل شيء.
يعني اللاديني قد يقارب امرأته في أثناء الحيض، مع أن الله سبحانه وتعالى يقول:

﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾

[سورة البقرة]
خطر في بالي مرةً أن بحثاً عليماً قيماً يمكن أن يُبحث فيه وهو تقصي علل الأوامر والنواهي في القرآن الكريم.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾

[سورة البقرة]
هذه العلة، السبب، الهدف..

﴿قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ﴾

[سورة البقرة]
فالزوج المشرك، أو المرأة المشركة لا ترحم حلالاً، ولا تفعل شيئاً مما يأمر الله به. هذه العلة، فالإنسان الذي لا دين له، لا كتاب سماوي لديه، لا يخاف من الله، لذلك جاء في الحديث القدسي:

(( ياموسى خف ثلاثاً ؛ خفني، وخف نفسك، وخـــف من لا يخافني ))
هذا الذي لا يخاف الله يخيف، ليس عنده رادع، ليس عنده شيء لا يجوز، ليس عنده شيء حرام، ليس عنده شيء مخالف للإنسانية للرحمة للقيم. دابة فلتانة.

﴿وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً﴾

[سورة الكهف]
أما الكتابية شيء آخر، الكتابية تؤمن بالله، تؤمن بكتاب مقدس نزل على سيدنا عيسى، تؤمن بشيء لا يجوز، وشيء يجوز فالكتابية شيء، والمشركة شيء آخر، ولا يُجمع بينهما لأن الله سبحانه وتعالى سمح للمؤمنين بالزواج من الكتابية لعلة سوف نراها.
يحل للمسلم أن يتزوج الحرة من نساء أهل الكتاب. الحقيقة يوجد آيتين، آية تبيح وآية لا تبيح، وبعضهم جمع بينهما، لأن هناك حالات تبيح، وهناك حالات لا تبيح، يعني إذا كان دين الكتابية أقوى من دين المسلمين، فالأولاد يأتون لأقوى الأبوين، فإذا كان الدين النصارني أقوى من الإسلام في العالم، ولها مركز الصدارة، فأولاد الزوجة الكتابية يميلون لأقوى الأبوين، أو لدين أقوى الأبوين، أو للدين الأقوى، ففي هذا الظرف لا ينبغي للمسلم أن يتزوج بالكتابية لأنه إذا تزوج بالكتابية نشأ الأولاد على حب غير المسلمين.
شيء عانيته بنفسي، زرت صديقي متزوج من كتابية رأيته يلح على أولاده لحضور خطبة الجمعة في هذا المسجد إلحاحاً غير طبيعي فلما سألته عن السبب، قال لي أولاده على دين أمهم، يميلون إلى أمهم.
حتى طالب كان ديانته مسلم، أدى الفحص تربية مسيحية بالشهادة الثانوية بتوجيه أمه، يعني إذا الإنسان تزوج كتابية في هذا الزمان فهناك احتمال كبير أن يكون الإسلام على دين أمهم. أما إذا كان الإسلام هو الأقوى، وهو الأعز ـ الإسلام عزيز دائماً، لكن المسلمين هناك مراحل يكونوا فيها في مركز الصدارة، وفي مركز القوة في مراحل أخرى ينتابهم الضعف ـ فإذا كان الإسلام هو الأقوى، وهو مركز الصدارة، ويُدار به دفة العالم لا مانع من أن تأخذ كتابية لأنها سوف تسلم قطعاً، دينك هو الأقوى.
هناك شيء آخر:
الإسلام حكيم إلى أبعد الحدود، حينما سمح للرجل المسلم أن يتزوج من الكتابية فلأن في الزواج علاقات متينة جداً، هذه العلاقات المتينة تكون عن طريق الزواج، فلعل هذه المرأة الكتابية، إذا تزوجها المسلم وصار بينه وبين أهل زوجته خبز وملح كما يقولون وزيارات وأخذ وعطاء، ربما كان هذا المسلم سبباً في هداية هؤلاء جميعاً، في هداية زوجته وأهل زوجته. يعني لابد من هدف أخلاقي سامٍ حينما يقرر الرجل المسلم الزواج من الكتابية لسبب عالٍ، سبب وجيه، أن يأخذ بيدها، أو أن يكون هذا الزواج سبباً لهداية أهلها، أو إذا كان دينه هو الأقوى.
أما في بعض الحالات لا ينبغي للمسلم أن يأخذ الكتابية بسبب أن الأولاد قد ينشئون تنشئة لا ترضي الأب. وهذا ما يحصل كثيراً.
كثيرون هم الأشخاص الذين تزوجوا كتابية ففي ليلة لا قمر فيها كما يقولون افتقد الزوجة فإذا هي في بلدها وقد أخذت الأولاد معها.
أما زواج المسلمة بغير المسلم فهذا لا يجوز قطعاً، هناك حكمة بالغة، لأن للرجل القوامة، الرجال قوامون على النساء. مسلمة تخاف من الله، تحب أن تطيع الله عز وجل، يأتي زوجها غير المسلم فيأمرها بالفجور، لا يمكن هذا، يأمرها أن تختلط مع الرجال يأمرها بما لا يرضي الله، قد يعاملها معاملة خلاف الشرع، لذلك إذا أبيح للمسلم أن يأخذ الكتابية فلأن القيادة بيده، أما لا يباح للمسلمة أن تتزوج الكتابي إطلاقاً كيفما كان دين هذا الكتابي ضعيفاً كان أو قوياً لأن القيادة بيده، والولاية له، والقوامة عائدة للزوج، فقد يأمرها وكثيراً ما يأمرها بما يغضب الله عز وجل.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ﴾

[سورة الممتحنة الآية 10]
هذه الآية مدلولها قطعي في تحريم زواج المسلمة بغير المسلم أما الزيادة على الأربع. طبعاً ربنا عز وجل قال:

﴿وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا﴾

[سورة النساء]
طبعاً منطوق هذه الآية مثنى وثلاث ورباع، بعضهم أصلحهم الله فهم هذه الآية فهماً على خلاف اللغة، مثنى وثلاث زائد ثلاثة صاروا خمسة، ورباع زائد أربعة صاروا تسعة، بعضهم فهم مثنى اثنتين اثنتين أربعة، وثلاث ستة صاروا عشرة، ورباع ثمانية ثمانية عشر.
طبعاً لغة العرب واضحة كالشمس، العرب ليس من عادتهم ولا في لغتهم أن تعبر عن التسعة بكلمة اثنين، ثلاثة أربعة، ما أحد فعلها إطلاقاً، أريد تسعة قطع، لا أقول أريد اثنتين ثلاث أربع، هذا الأسلوب ليس وارداً في لغة العرب أطلاقاً، أما مثنى وثلاث ورباع أيضاً مثنى مثنى، ثلاث ثلاث، رباع رباع، إذا أردت التكرار تكرر.
الشيء الرابع الواو هنا للتخيير، ولكن لو استخدمنا حرف أو بدل الواو ماذا ينتج عن هذه الآية، لا يحل لمن عنده اثنتان أن يقترن بالثالثة، مثنى أو ثلاث أو رباع، لو استخدمنا أو فهذه للتخير، ولا يجوز الجمع بينهما، إما اثنتين وإما ثلاثة، أما كان عنده اثنتان فصاروا ثلاثة، لذلك لا ينبغي أن تكون هذه الآية بهذا الشكل هي أوضح شيء، مثنى وثلاث ورباع، فقال الإمام الشافعي: بلغ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يجوز لأحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجمع أكثر من أربعة نسوة، وهناك أدلة أخرى.
النبي الكريم قال لغيلان ابن أمية الثقفي وقد أسلم وتحته عشر نسوة اختر منهن أربعاً وفارق سائرهن، وفي كتاب أبي داود عن الحارث ابن قيس قال أسلمت وعندي ثماني نسوة، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم قال اختر منهن أربع.
إذاً لا يجوز الاقتران بأكثر من أربع نساء في حكم الشرع، أما في هذه الأيام فالواحد بواحدة ما مخلص، إن شاء الله ينفد بواحدة.
وسوف ننتقل إن شاء الله إلى موضوع العدل بين الزوجات، وهذا موضوع دقيق العدل بين الزوجات هو حكمة تعدد الزوجات. والآن إلى بعض الأحاديث الشريفة..

(( إن المعروف لا يصلح إلا لذي دين أو لذي حسب، أو لذي خلق))
هذا الحديث له معنيان، المعنى الأول: أن المعروف لا يمكن أن يصدر إلا عن رجل يعرف الله عز وجل، وإلا لماذا يفعل المعروف ليس له تفسير، تنتظر إكرام من إنسان مقطوع عن الله، تنتظر إنسان لا يعرف الله أن ينصفك مستحيل، تنتظر إنسان أن يضحي من أجلك ولا يعرف الله عز وجل مستحيل، المعروف لا يصلح إلا لذي دين أو لذي حسب.. الناس يستخدمون عبارة أن فلان ابن عائلة يعني ابن أسرة عريقة، يعني يبدوا أن الأسرة الدينة لها تربية ثابتة، لها تقاليد، لها عادات مقتبسة من الدين، فالإنسان يردعه دينه أحياناً في بعض الأسر العريقة التي لها باع طويل في العلم والدين أولادها على مستوى راق من التهذيب، الدين بحكم العقل دين أما أولاد الأسر الراقية بحكم العادة، ألفوا عادات راقية فالمعروف لا يصدر إلا من رجل دين، وأن هذا الدَيِّن يعرف مهمته في الحياة، وأن الله سبحانه وتعالى خلقه للعمل الصالح، وهذا العمل هو بغيته، والإيمان يحرك الإنسان نحو العمل الصالح إلى أبعد الحدود هذا الدين، أما بالحسد لو كان من أسرة راقية، هذه الأسرة كما قلنا لها تربيتها، لها عاداتها فيها الحياء، فيها الوقار، الصغير يحترم الكبير، الكبير يحنوا على الصغير، العمل المشين لا يفعله أفراد هذه الأسرة، القبائح يترفعون عنها يخافون على سمعتهم.
يعني أذكر أنه وقع خلاف بين شخصين، أحد هذين الشخصين من أسرة راقية الأب له مكانة دينية في المجتمع، فقلت لابنه: ألا تغار على سمعة أبيك، قال: نعم، وأخاف على سمعتي واحكم كما تشاء ولا أخالف أمرك، أنا أردت أن أثير عنده هذا الشعور، يعني يخاف على سمعته، يخاف على سمعة أبيه، يخاف على اسم أبيه، فهذا ليس بداعي ديني ولكن بداعي الحفاظ على مكانة الأسرة، فهذا قد يفعل خيراً بحكم العادة، أما الأول بحكم العقيدة. أو بذي حلم، الحلم من عُرف عنه أخلاق فاضلة، يعني إنسان أحياناً يكون تفكيره ناضج جداً يجد أن مكارم الأخلاق أليق به من ترك هذه المكارم، حتى أني أقول كلمة: إن العمل الأخلاقي يلتقي مع العمل الذكي في النتائج، ويختلف عنه في البواعث.
مثلاً مدير دائرة مؤمن، ومدير دائرة ذكي، المؤمن يرى أنه إذا عدل بين الناس يطبق أمر الله بحكم محبته لله عز وجل، بحكم ورعه بحكم خوفه من الله عز وجل، يعدل بين الموظفين، يتواضع لهم، يبحث في مشكلاتهم، يعين ضعيفهم، يقبل العذر من المقصر لطيف ودود، هذه صفات المؤمن.
وإنسان إذا عنده ذكاء من درجة عالية يرى أنه من أجل أن يكون له مكانة كبرى في هذه الدائرة يعدل بين الموظفين، لا حباً بالله، ولا خوفاً من عقاب الله، ولا يبتغي بهذا العمل رضاء الله أبداً، ولكنه يبتغي بهذا العمل أن تكون له مكانة كبيرة عند الناس، قد يسأل من كان بحاجة إلى مساعدة، هذا الذي ساعده ينشر هذه القصة بين الموظفين، فيأتيه الثناء فيحبه الجميع، هو يسعى إلى أن ينتزع إعجاب الناس، ينتزع محبتهم، ينتزع مودتهم وتكون له هذه، ولكن مثل هذا الإنسان الذكي ليس له عند الله في الآخرة من خلاق. هذه المشكلة التي تحير المؤمن. يا أخي الجماعة في أوربا صادقين.. نعم، لا يغشون.. نعم، بضاعتهم درجة أولى صحيح، يصنفونها لك تصنيف صحي، الشحن، المواعيد كلها مضبوطة، لا يوجد عندهم غش، لا يوجد عندهم خداع، نعم، العمل الذكي يلتقي مع العمل الأخلاقي في النتائج، ويختلف عنه في البواعث، شتان بين من طهرت نفسه فهو لا يفعل إلا هذا الموقف الكامل، وبين من خطط فرأى أن هذا الموقف أنفع له في الدنيا، فرق كبير.. هذا الذي يعانيه بعض المسلمين. الإنسان الذكي لا يكذب، الذكي لا يخلف وعده، الذكي لا يتكبر..
الآن إذا رجل تكبر، اسمع ماذا يقولون عنه في غيابه، لو تتبع ما يُقال في غيبته وتهكمات الناس، وسخريتهم، لا تحتمل. يأتي إنسان يتواضع، إذا تواضع يثنون عليه، يا أخي ما هذا متواضع نفسه هنية مثلاً، لا يتكبر، عطف علينا، فإذا دخل مدير دائرة والآذن وقف له فقال له: الله يعطيك العافية، شلونك، كيف صحتك، كيف أولادك، لازمك شيء هذا العمل يقوم فيه ذكي، حتى ينتزع إعجابه الآذن يتكلم، يقول لك: ما هذا، متواضع هذا مديرنا الجديد ابن حلال، ما في منه. هو هكذا يريد، يريد السمعة وقد حصلت له لذلك يوم القيامة يقول: يا رب، قرأنا القرآن من أجل رضاك، يقول لهم كذبتم، قرأتم القرآن ليقال عنكم قراء وقد قيل تعلمت العلم ليقال عنك عالم وقد قيل، جاهدت في سبيلي ليقال عنك شجاع وقد قيل، لما الإنسان يكون ذكي يفعل عملاً يلتقي مع عمل المؤمنين، أما بالنوايا شتان بينهما أين الثرى من الثريا.
التعليق هذا على أن المعروف لا يصلح إلا لذي دين، أو لذي حسب، أو لذي خلق ".
طبيب مثلاً راكب سيارته ورأى رجل جريح، ورأى جمهرة من الناس حوله وهذه الجمهرة من الناس أبناء حيه، فيوقف سيارته ويأخذ هذا الجريح، ولا يبالي بالدماء التي ستلوث السيارة، يأخذه إلى المستشفى، إذا كانت نيته تكثير الزبائن، لأن الناس يثنون عليه فإذا كانت نيته هكذا فهذا العمل فيه رحمة، ولكن قد يكون الطبيب خال من الرحمة، عمله رحيم وهو خال من الرحمة.
أحياناً قاض يأتيه مواطن عادي، يأتيه شخص له قيمته، فيرى الحق مع هذا المواطن العادي، ومع هذا الشخص الوجيه، الكبير الحق ليس معه، يحسب إنه إذا حكم لهذا الفقير، والحكم انتشر وبلغ الناس، ووصل هذا الحكم لقضاة الاستئناف والتمييز من رؤسائه تيقنوا من نزاهته، إذاً يصير له مستقبل باهر في القضاء، فيحكم بالعدل لا حباً في العدل وليس عادلاً، حكمه عادل وهو ليس بعادل. لذلك النوايا دقيقة جداً، الإنسان يتفحص نيته لماذا أفعل هذا الخير، هل أبتغي به السمعة والجاه.

(( عن عمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِي اللَّه عَنْهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ ))

[متفق عليه]

(( يا معاذ أخلص دينك يكفك القليل من العمل ))
إذاً: إن المعروف لا يصلح إلا لذي دين أو لذي حسب، أو لذي حلم ".
هذا أخلاقي، أخلاقه جاءت من ذكائه، وهذا أخلاقه جاءت من عاداته، وهذا أخلاقه جاءت من تدينه، هذا متدين، نفسه سمت واتصلت بالله عز وجل، فأصبح المعروف من قبله عفوياً ليس متصنعاً.
يعني إذا واحد رأى بأنه اقترب من مدفئة، وكاد يضع يده عليه أيقول يا ترى أوبخه أم لا أوبخه، والله شيء يحير، لازم ما أوبخه يصطفل.. بشكل لا شعوري يصرخ فيه، توبيخ الأب، أو نهي الأب عن اقتراب ابنه من مدفئة ليس عملاً إرادياً، عمل لا إرادي عفوي.
المعروف بالمؤمن عفوي، غير مقصود، لا يفكر، رجل بحاجة إلى مساعدة يساعده فوراً، شخص استجار به يجيره، استغاث به يغيثه، والدته بحاجة إلى مساعدة يساعده فوراً، لا يناقش الأمور. أعمل ما أعمل، ماذا يحكوا علي، هذا شيء بالمؤمن غير وارد، أما أهل الدنيا فعلهم للمعروف بعد دراسة طويلة، بعد دراسة طويلة وجد أن يدفع السند لأنه ذمة عليه، فإذا لم يدفعه قد يضطر أن يشتري شقة ثانية منه، فإذا لم يدفع له أول دفعة يجوز.. ليس من باب وفاء دين، ليس من باب هذا الحق حق يجب أن نعطيها إياه. لا إذا أعطيناه الدفعة الأولى يثق بنا، الآن نستطيع أن نأخذ منه بضاعة بمائة ألف، حساب عشرين ألف سأدفعه قبل بجمعة، إن دفعته قبل بجمعة سيحس هذا البائع الكبير أن أنا إنسان موثوق هو أعطاني عشرة آلاف فقط، أما أنا متأكد إذا أعطيته الحساب قبل أسبوع فإذا طلبت منه مائة ألف يعطيني، ولكن بعد أن آخذ هذه المائة ألف أماطله. يقول لك: دخل في قلبي غرقنا، وفاء السند في الوقت المناسب ليس فضيلة عند هذا الإنسان، يسمونه تكتيك بالتعريف الحديث مناورة. أحياناً يعجب هذا الإنسان ولكنه يناور عليك، مخادعة، مناورة تكتيك. عندك تكتيك واستراتيجية، المؤمن أخلاقه استراتيجية، يعني ثابتة، لا يغير، لا تحت ضرورة، ولا تحت إغراء ولا تحت ضغط، أخلاقه هي هي، أما الكافر أحياناً يعمل خطة مرحيلة، مثلاً إذا كافر، إذا دفع لهذا التاجر يكسب ثقته فيدفع له.
أحياناً واحد يقول لك أتضع أموالك عندي، يقول له: نعم، أنا أعطي بالمائة ثمانية وأربعين أرباح، شو هذا الحكي، مبلغ مذهل، أين ماكان بالمئة عشرة، أو بالمئة خمسة عشر، بالمئة عشرين إذا كان واحد موفق جداً، هذا الدفع المغري حتى تأتيه الأموال الطائلة عندئذ يأخذها ويهرب بها. وهذا شيء يقع باستمرار.
هذا المعنى الأول: أن المعروف لا يصدر إلا عن إنسان دين بسبب سمو النفس وعقيدته الراقية، والمعروف لا يصدر إلا عن إنسان من أسرة راقية، أن هذه الأسرة لها عادات راقية، بحكم العادة، والمعروف لا يصدر إلا عن إنسان صاحب خلق، صاحب أخلاق وهذه الأخلاق الثانية ناتجة عن ذكاء.
والمعنى الآخر لهذا الحديث أنك إذا صنعت المعروف مع غير هؤلاء فإنهم يفسرون هذا المعروف تفسيراً سيئاً، فإنهم يردون على معروفك بإساءة بالغة، وهناك شكاوى كثيرة تصلني، أنه فعلت معه كذا وكذا وكذا، وفعل معي كذا وكذا وكذا، كان الرد بمنتهى الوقاحة بمنتهى اللؤم، طيب كيف فعلت معه هذا المعروف وقابلك بهذه الإساءة، لأن هذا ليس صاحب دين، وليس صاحب نسب رفيع، وليس صاحب ذكاء عالي.. لا ذكاء يهديه للمواقف المقبولة، ولا عنده عادات أصيلة ثابتة في أسرته، ولا عنده مخافة من الله عز وجل فشيء طبيعي إذا فعلت معروف مع أحد غير هؤلاء أن تلقى رداً وقحاً، وأو رداً سيئاً، أو رداً فيه مقاومة.
فالإنسان لا يُفاجأ. طبعاً يوجد حديث شريف آخر:

(( اصنع المعروف مع أهله ومع غير أهله، فإن أصاب أهله فإن كان أهله أصاب أهله، وإن لم يكن من أهله فأنت أهله ))
يعني الإنسان يريد أن يعمل موازنة بين الحديثين، إذا كنت تريد أن تضحي تضحية كبرى، وتضيع أولادك من أجل إنسان لئيم، لا أولادك أولى، أحياناً واحد يقول لك أنا مستجير فيك، فتعطيه من قوت أولادك، تعطيه من حصة أولادك، وتنجده، ثم يعاملك معاملة في منتهى اللؤم.

(( عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِي اللَّه عَنْه قَالَ: خَرَجْتُ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي وَحْدَهُ وَلَيْسَ مَعَهُ إِنْسَانٌ قَالَ: فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَكْرَهُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَهُ أَحَدٌ قَالَ فَجَعَلْتُ أَمْشِي فِي ظِلِّ الْقَمَرِ فَالْتَفَتَ فَرَآنِي فَقَالَ: مَنْ هَذَا قُلْتُ أَبُو ذَرٍّ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ قَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ تَعَالَهْ قَالَ: فَمَشَيْتُ مَعَهُ سَاعَةً فَقَالَ: إِنَّ الْمُكْثِرِينَ هُمُ الْمُقِلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا مَنْ أَعْطَاهُ اللَّهُ خَيْرًا فَنَفَحَ فِيهِ يَمِينَهُ وَشِمَالَهُ وَبَيْنَ يَدَيْهِ وَوَرَاءَهُ وَعَمِلَ فِيهِ خَيْرًا قَالَ فَمَشَيْتُ مَعَهُ سَاعَةً فَقَالَ: لِي اجْلِسْ هَا هُنَا قَالَ فَأَجْلَسَنِي فِي قَاعٍ حَوْلَهُ حِجَارَةٌ فَقَالَ: لِي اجْلِسْ هَا هُنَا حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكَ قَالَ: فَانْطَلَقَ فِي الْحَرَّةِ حَتَّى لَا أَرَاهُ فَلَبِثَ عَنِّي فَأَطَالَ اللُّبْثَ ثُمَّ إِنِّي سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُقْبِلٌ وَهُوَ يَقُولُ: وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى قَالَ: فَلَمَّا جَاءَ لَمْ أَصْبِرْ حَتَّى قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ مَنْ تُكَلِّمُ فِي جَانِبِ الْحَرَّةِ مَا سَمِعْتُ أَحَدًا يَرْجِعُ إِلَيْكَ شَيْئًا قَالَ: ذَلِكَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام عَرَضَ لِي فِي جَانِبِ الْحَرَّةِ قَالَ بَشِّرْ أُمَّتَكَ أَنَّهُ مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى قَالَ: نَعَمْ قَالَ: قُلْتُ: وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى قَالَ نَعَمْ وَإِنْ شَرِبَ الْخَمْرَ ))

[متفق عليه]
إِنَّ الْمُكْثِرِينَ هُمُ الْمُقِلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. طبعاً الحديث طويل، وهذه أول فقرة منه المكثر: يقول عندي مال لا تأكله النيران، أهلكت مالاً لبداً، هؤلاء المكثرون في الدنيا الذين يتبجحون بأموالهم الطائلة وبأن أموالهم لا تفنى، وأن أموالهم بازدياد، وأنهم لا يخشون شيئاً في الدنيا، هؤلاء الذين يقولون هذا الكلام هم المقلون يوم القيامة، هم الفقراء، لأن هذا المال يفيد الجسد في هذه الحياة الدنيا، فإذا جاء الأجل انقطع هذا المال، وهناك بعد الموت شيء آخر هو العمل الصالح، هو الذي يجدي.

((إِنَّ الْمُكْثِرِينَ هُمُ الْمُقِلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ...))
لذلك قال الله تعالى:

﴿وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾

[سورة الزخرف]
النبي الكريم استثنى، قال:

(( إِلَّا مَنْ أَعْطَاهُ اللَّهُ خَيْرًا فَنَفَحَ فِيهِ يَمِينَهُ وَشِمَالَهُ وَبَيْنَ يَدَيْهِ وَوَرَاءَهُ وَعَمِلَ فِيهِ خَيْرًا..))
هنا في الحديث دقة بالغة، إلا من أعطاه الله تعالى خيراً. لذلك قال العلماء: لا يُسمى المال خيراً إلا إذا أنفق في طاعة الله، قال تعالى:

﴿فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) كَلَّا﴾

[سورة الفجر]
قال ربنا له: كلا.. ليس هذا إكراماً إلا إذا أنفقته في طاعتي فهذا إكرام، أي لا يُسمى المال إكراماً إلا إذا أنفق في طاعة الله عز وجل.

﴿فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِي..﴾
يعني فات إلى بيته كل وسائل الراحة.

﴿ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِي.. كلا﴾
ربنا عز وجل قال: كلا.. وكلا أداة ردع، يعني لا هؤلاء على حق ولا هؤلاء على حق، لا هذا القول صحيح، ولا هذا القول صحيح، ليس إعطائي المال إكراماً بل هو امتحان، فإذا أنفق في طاعة الله انقلب إكرام، وليس حرماني لهذا العبد من المال إهانة، إنه معالجة، الحرمان معالجة، والعطاء إكرام.
النبي الكريم قال: إِلَّا مَنْ أَعْطَاهُ اللَّهُ خَيْرًا. لماذا سماه النبي خيراً قال: فَنَفَحَ ( نفح يعني أعطى ) فنفح فِيهِ يَمِينَهُ وَشِمَالَهُ وَبَيْنَ يَدَيْهِ وَوَرَاءَهُ وَعَمِلَ فِيهِ خَيْرًا..
يعني سأله عن يمينه شخص فأعطاه، عن شماله فأعطاه، سأله شخص قرض لثمانية أشهر دفع له، سأله شخص عطاء من دون قرض، فدفع له. يعني اليمين والشمال والأمام والوراء كناية عن شتى وجوه الخير.
وَعَمِلَ فِيهِ خَيْرًا..
قال: هذا الإنسان المكثر هنيئاً له، هذا قد يسبق المقل، الأن المال قوة، وفي المال طاقة كبيرة جداً على اكتساب مرضاة الله.
وحبذا المال أصون به عرضي، وأتقرب به إلى ربي.
وفي حديث آخر:

(( إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ ))

[أخرجه الترمذي وأبو داود وأبن ماجه وأحمد]

((َإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رضاً بما يطلب.))
من المعاني المستفادة من هذا الحديث الشريف أن الملائكة وهم جنود الرحمن يضعون أجنحتهم لطالب العلم، بعضهم فهم هذا الحديث على أنها تكرم طالب العلم، الملائكة تكرم طالب العلم، إن الملائكة في السماء والحيتان في البحر لتصلي على معلم الناس الخير.
هذا المعنى معنى تكريم، يعني الملائكة تكرم طالب العلم، بعضهم توسع في هذا المعنى، فقال الملائكة تكيد لأعداء طالب العلم فتمنعهم من أن يؤذوه، الملائكة تتكفل بحاجات طالب العلم، ما الذي جعل أبا حنيفة ينقطع للعلم والدراسة ؟ هو أنه مر في الحج بشيخ يدرس في الحرم، وقد سمع منه هذا الحديث، من طلب العلم تكفل الله له برزقه. يلهمك إذا كنت تاجر يلهمك الصفقات الرابحة، فترى عملك قليل وربحك كثير. إذا كنت صانعاً يرسل إليك زبائن درجة أولى، أخلاقهم عالية، شراؤهم سهل، دفعهم جيد. إذا كنت موظف فتنتزع ثقة رؤساءك، يعطونك إضافات ليست لغيرك. يعني مادام الإنسان طالب علم يتكفل الله عز وجل برزقه.
أب عادي يكون راغب أن يكون ابنه طبيب، والابن يكلفه بأعمال فوق طاقته ترى الأب إذا شاهد ابنه متفوق بدراسته، وأيام فحص لا يدع أحد أن يكلفه بشراء غرض حتى شراء خبز يقول له: أنا أحضر الخبز، اجلس وادرس، إذا جاءه ضيوف، ويريدون غرض إذا قالوا أوصل فلانة خالتك، الأب ينهى الأم يقول: دعيه يدرس، أنا أوصلها نصف ساعة توصيل يقول: لا دعيه للدراسة.
يعني إنسان عادي إذا رأى ابنه متفوق يريحه من أعباء البيت، يمكن أن يعطيه غرفة خاصة، يمكن يبالغ بإكرامه. فربنا عز وجل خلقنا لنعرفه. معقول إذا اتجه واحد إلى الله يتلبك بحياته، والعكس هو الصحيح. لما الإنسان يتجه إلى غير الله عز وجل، الله يذيقه مرارة الدنيا. الدنيا تغر، وتضر، وتمر..
أوحى ربك إلى الدنيا، أنه من خدمني فاخدميه، ومن خدمك فاستخدميه. تسمع من الناس قصص، يعني ترى رغم ذكائهم، رغم تقديرهم للأمور، تأتيهم مشكلة لم تكن في الحسبان، تأتيهم مزعجات يتورطون تورطات ما كان لهم بها.
البعد عن الله عز وجل يسبب تضييقاً في الدنيا، والقرب من الله عز وجل يسبب تيسيراً، والتيسير والتعسير لهما قانون في كتاب الله.

﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى﴾

[سورة الليل]
تلقى شخصاً تريده بيته بعيداً، الحاجة تجدها فوراً. آلة منتجة تعطلت، تحضر خبير فيخربها، يكسر قطعة فيها، بدلاً من أن يصلحها. إذا كنت موفقاً تحضر شخص يلهمه الله إلى الحق، يقول لك العطل من هنا، هي شغلة غيبانية، ولكن إذا أنت موفق تحضر شخص بدلاً أن يعطلها خسمة أيام يصلحها في ساعة، إن كان في التجارة، أو في الصناعة، أو في الزراعة.
تأتي ساعة وأنت آخذ احتياط، دخنت مثلاً، كسبت المحصول غيرك نام ما استيقظ على الجرس، في أجراس تنبه إذا كان في ساعة ما فاق على الجرس، راح المحصول كله، فالإنسان يكون مع الله عز وجل يتكفل له برزقه. ليس معنى أن يمد يده إلى الناس، لا ليست واردة، معنى يتكفل له برزقه يلهمه بأعمال مريحة، ودخلها معقول، أحسن ما يعمل ببلاش.
انظر أهل الدنيا لا يعرفون الله عز وجل، يقول لك: آه، يخرج منه آهة محروقة حرق، يقول: اشتغلنا ثلاث سنوات ببلاش، يدخل بمشروع، يدفع، يسهر يركض، بعد ذلك يعمل حسابه جمع طرح خسران ثمانية آلاف ليرة بعد ثلاث سنوات شغل.
لا يرد الله عز وجل، انظر إلى الدنيا ما أصعبها. الخسارة مؤلمة جداً.
واحد يتعب، يتغلب، يجيب بضاعة،يبعثها، يشحنا، يبيعها يلم ثمنها، يشتغل فيها سنتين، بعد ذلك تظهر النتيجة خسارة ثمانية آلاف بضاعة، هذا شاغل ببلاش معناها. فالله عز وجل قادر يشغل الإنسان ببلاش طول عمره، يقول لك التجار كلمة مضحكة: مثل مطحنة الجن، خرير وعجيج على الفاضي، يشغله، يشغله، بالآخر ما في محصول، ما في خلاصة، ما في نتيجة، أما المؤمن موفق.

﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى ( وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى﴾

[سورة الليل]

((َإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رضاً بما يطلب..))
يعني أول شيء تعينه على أمر معاشه، أنا أدعو هذا الدعاء: اللهم أصلح لنا ديننا، الذي هو عصمة أمرنا.
الإنسان ينضبط بالدين، يعرف الحرام من الحلال، الخير والشر، ما يجوز وما لا يجوز، عنده منظومة قيم ينضبط فيها..
وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا..
أيضاً الدنيا إذا واحد بحاجة إلى المال، ما عنده قوام الحياة شيء صعب.
واصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر.
فالملائكة تعينه على حوائجه، الملائكة ترد كيد أعدائه عنه، الملائكة تكرمه..
انظروا إلى الحياة الدنيا، انظروا إلى عمارة ترتفع، نشاط، اليوم جبل اسمنت ثاني يوم جاء الاسمنت، ثالث يوم جاء نجار الباطون ترى الذي يبني العمار كتلة انتباه، كتلة يقظة، لا زم نرش الإسمنت وإلا يصير مثل الغريبة بسرعة، نشاط البناء، نشاط التجارة نشاط الصناعة، نشاط العلم، دراسات في الجامعة، يعني في نشاطات عديدة، أقدس نشاط على وجه الأرض أن تطلب العلم الشرعي، ما في نشاط عند الله أكثر قدسية منه، يعني تذهب تزور أقرباءك تحصل مبلغ، تفكر بمشروع، تعقد صفقة، تشتري بيت، تبيع بيت تبدل سيارتك، تعمل نزهة، هذه نشاطات مشروعة، مباحات، لكن أقدس نشاط تقوم به أن تتعلم، أن تعرف الله عز وجل، خُلقت من أجل أن تعرفه، وأي نشاط مناقض لهذا النشاط فهو خسارة كبرى.
يقول عليه الصلاة والسلام:

(( عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْمَيِّتَ يَعْرِفُ مَنْ يَحْمِلُهُ وَمَنْ يُغَسِّلُهُ وَمَنْ يُدَلِّيهِ فِي قَبْرِهِ ))

[أخرجه أحمد]
حقيقة كبيرة جداً واحد يظن أن هذا مات، لذلك النبي الكريم قال:

(( كسر الرجل ميتاً ككسره حياً ))
إذا وضعوه بالقبر ورموه رمياً، أحياناً يكون أطول من القبر يحصروه به، يعني أي عمل فيه إهانة، لا يجوز كشف عورة الميت أثناء التغسيل، إهانة له. حينما خاطب النبي الكريم قتلى بدر من المشركين.
قال: يا أمية بن خلف، يا هشام بن عيينة، يافلان، يا فلان سماهم بأسمائهم هل وجتم ما وعد ربكم حقاً، فإني وجدت ما وعدني ربي حقاً، كذبتموني وصدقني الناس وأخرجتموني وآواني الناس.. الحديث طويل، الصحابة تعجبوا، قالوا: يا رسول الله أتخاطب قوماً جيفوا، هؤلاء جيف، قال: ما أنتم باسمع لي منهم ولكنهم لا يجيبونني. يسمعون مثلكم. فهذا الحديث إذا توفي الإنسان فمن بكى، من زعبر زعبرة، من ما بكى من فرح، من أهانه، بحثوا عن جزدانه، تحت المخدة في مصاري، دفشوا حتى يروا تحت المخدة في مصاري، يرى كل ذلك، ويسمع ما يقولون، فالنبي الكريم يقول:
يقول عليه الصلاة والسلام:

(( عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْمَيِّتَ يَعْرِفُ مَنْ يَحْمِلُهُ وَمَنْ يُغَسِّلُهُ وَمَنْ يُدَلِّيهِ فِي قَبْرِهِ ))

(( إِنَّ الْمَيِّتَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ إِنَّهُ لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ إِذَا انْصَرَفُوا))

[أخرجه أحمد]
أما هذا الشعور الذي لا يوصف، هو اشترى البيت، هو فرش البيت على ذوقه قال لي أخ قصة من يومين يبيع مفروشات درجة أولى، جاءه تاجر، قال له: أريد غرفة نوم جوز، قال له: والله جوز ما في، عندنا زان.. قال: أريدها جوز، قال: طيب اشتري لي خشب جوز، اشـتروا خشب جوز، قال: هذا الجوز يتخمر سنة صحيحة، يكون أبيض بعد تخمير سنة يصير أسود، أخذنا له خشب الجوز، وخمرناهم سنة اثنا عشر شهر، قال ما مر بحياته كهذا الزبون، زار الخشبات وقت التخمير مرتين ثلاثة، بعد ذلك صنعوا غرفة النوم، قال لي: عقدة بالخشب بالرجل من الداخل، لا ما بصير بدلي إياها، يعني كل جمعتين ثلاثة له زيارة، يتفقد غرفة النوم الخزانة، كيف جاية الباب، كيف جاية اللون يعني أربعين خمسين زيادة على غرفة، البخ المسكات المرايا. هذا معه وسواس. وبعد ذلك، قال له: اترك لي إياها حتى ندهن الغرفة، ثم دهنوا الغرفة واعتنوا بالغرفة، ورتبوها ودوكروها، قال له: أما تريدون أخذ الغرفة، حاجزة محل عندنا، قال له بكرة إن شاء الله خبر بكرة قال لهم بعد بكرة، خبر بعد بكرة رفع السماعة سمع ضجيج، ثم جاء إلى التلفون قال لها: اختي الغرفة، قالت: ما نريد الغرفة مات صاحبها. غضبت. سبحان الله.
قصة وقعت مع أخ كريم معه من يومين، عنده محل ضخم لبيع المفروشات قال له: سنة تخمير خشب الجوز، وسنة ونصف سمعة أكلت، أما وسوسته عجيبة، ما رضيان بعقدة بوسط الخشب من الداخل، من ناح المفرش، ما بسير، بركدن واحد انبطح وفات لجوا ولقى في عقدة، شلون بدو ينام، يوم خلصت كان ميت.
الإنسان يسعى لدار الآخرة.

(( إِنَّ الْمَيِّتَ يَعْرِفُ مَنْ يَحْمِلُهُ وَمَنْ يُغَسِّلُهُ وَمَنْ يُدَلِّيهِ فِي قَبْرِهِ ))

(( إِنَّ الْمَيِّتَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ إِنَّهُ لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ إِذَا انْصَرَفُوا))
هو عمر هذا البيت، هو فرش هذا البيت، هو رتب هذا البيت دفنوه بنفس اليوم أسرع، قال لي شخص: شاهدت جنازة تشيع بعد العشاء، مع أنه مكروه، ما الدليل، في مشكلة في البيت معناها، ما بدن إياه، هو اشترى البيت، يبس لثاني يوم، جيوبا الكفن بعد العشاء طالعوا..
المشكلة الإنسان يعلق آماله كلها بزوجته تخيب له ظنه، يعلق آماله بولده.. قال رجل لشاب أين ذاهب ؟ قال له والله حرفياً: رايح اسكر على روح أبي.
أبوه خلف له مال كثير ومات، فهذا الابن حيشرب خمر على روح والده.
قال: يا عبدي أعطيتك مالاً فماذا صنع به، قال: يا رب لم أنفق منه شيئاً مخافة الفقر على أولادي من بعدي، قال له: عبدي أما علمت أني أنا الرزقا ذو القوة المتين، إن الذي خشيته على أولادك من بعدك قد أنزلته بهم، يعني جعلتهم فقراء، وأنت تظن أنك تجمع المال لهم، والثاني قال له: ماذا صنعت في المال ؟ قال له: يا رب أنفقته على كل محتاج ومسكين، لثقتي أنك خير حافظاً وأنت أرحم الراحمين. فقال: عبدي أنا الحافظ لأولادك من بعدك.
اطلب من الله يحفظ لك الأولاد من بعدك، فقط. الله عز وجل يرزقهم، ويعافيهم ويهديهم، ويجعلهم قرة عين، ويجعلهم خلفاء لك ويجعلهم أعمالاً صالحة مستمرة.

(( إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ قَالَ أَبو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ))

[أخرجه الترمذي ومسلم والنسائي]
الحديث الأخير:


(( إن الناس لا يرفعون شيئاً إلا وضعه الله تعالى ))
يعني أحياناً الناس يقدرون شيئاً من الأشياء، طبعاً لا يرفعون شيئاً بغير حق، أحياناً يقدرون شيئاً لا يرضي الله عز وجل، وأحياناً يتهافتون على معصية تغضب الله، هناك أشياء غالية كثيراً، معناها عليها طلب كثير، وقد تكون تغضب الله عز وجل، هناك أجهزة لهو عليها طلب شديد، قال له واحد: والله درنا لبنان كلها، ما في ولا جهاز كله مباع إلى سوريا.

(( إن الناس لا يرفعون شيئاًإلا وضعه الله تعالى ))
قرأت مقالة لكاتب أنه يحجز برأس السنة ما في، هنا ما في، كل الأماكن ما في محلات، معناها عليها طلب كثير الفنادق، سهرة بالفندق الفلاني، والفلاني، والفلاني عشاء، مع شغلات لا يعلمها إلا الله، فيها مخازي لا يعلمها إلا الله، ألف ليرة على الشخص وطاولات درجات أولى وثانية وثالثة، ما في محلات، واضطر يعملها بالبيت، جاب رفاقه وعملها بالبيت.
قال:

(( إن الناس لا يرفعون شيئاًإلا وضعه الله تعالى ))
يعني أنت تعلق بالذي رفعه الله، الله رفع قراءة القرآن، رفع فهم القرآن، رفع أن تكون أديباً متأدباً بآداب القرآن، رفع أن تكون عالماً بالله عز وجل، رفع أن تكون محسناً، رفع أن تكون محباً الله ورسوله، ولم يرفع الإنسان لما عنده من متاع، لكن في آخر الزمان تكون قيمة الرجل ما عنده من متاع. يعني يستمد قيمته بين الناس من أثاث بيته، وأجهزته فقط. لكن المؤمن يتسمد قيمته من أن الله سبحانه وتعالى راض عنه.

(( إن الناس لا يرفعون شيئاً إلا وضعه الله تعالى ))
معناها الحديث القرآته قبل الأخير، وليس الأخير.
يقول عليه الصلاة والسلام:

(( إن الولد مبخلة، مجبنة، مجهلة، محزنة ))
يعني هذا الحديث فيه توجيه نبوي شريف، أن الإنسان إذا رزقه الله أولاد يجب أن يعتدل، أن يعاملهم معاملة راقية تتيح له أن يقبل على الله عز وجل. أما معنى مبخلة يعني قد يشد الإنسان على نفسه باختياره أبواب خير كان يفعلها خوفاً على أولاده، أو خوفاً على أولاده من بعده كما قلنا قبل قليل، فكأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يريد أن نتهرب من العمل الصالح والإنفاق في سبيله خوفاً على الأولاد من بعدنا، لأن الله عز وجل قال:

﴿وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴾

[سورة البقرة الآية 272]
فأحد أسباب البخل بالعمل الصالح بالخير، بالإنفاق، بالمال الخوف على الأولاد من بعده. مبخلة، يعني إن الأولاد يسببون البخل أحياناً وهذا بخل غير مشروع، لم يرضه النبي صلى الله عليه وسلم.
وسيدنا الصديق أعطى كل ماله، فلما قال له النبي الكريم: يا أبا بكر ماذا أبقيت لنفسك ؟ قال: الله ورسوله.
ممكن أتصور إنسان ينفق ماله ثم يفقره الله، هذا الشيء أنا أعده من خامس المستحيلات، إذا في بالأرض مليون مستحيل، من المليون بعد الواحد مستحيل أنه واحد ينفق ماله ثم يفقره الله.
أنفقن أنفق عليك
أنفق بلالاً ولا تخشى من ذي العرش إقلالاً.
لا يمكن، فالذي يتخذ أدنى حجة بعدم الإنفاق غلطان.
جعله بخيلاً، الابن جعل أباه بخيلاً، هذا معنى مبخلة.
مجبنة: يعني الإنسان إيام يقف موقاف مشرفة، ابنه تزوج مثلاً لا يريد أن يزعل بيت الإحمى، يقف موقف لا يليق به، لولا هذا الابن كان وقف موقف الحق، هذا العمل لا يجوز، يعني شخص دين يصلي يعمل عرس مختلط بفندق، مشكلة هذه، هيك طلبوا بيت العروس، طلبوا عرس مختلط بالذات، يعني رجال ونساء، المرأة بأبهى زينة، أثناء العرس يعرفهم على بعضهم، فلان وزوجته، هذه زوجته، هذه زوجة فلان، جاؤوا بأحدث طرز كلها فتنة، ورجال ونساء. دين وتصلي وتعمل عرس مختلط بفندق. يعني جبن أن يرفض بسبب الابن، يعني الأولاد مبخلة مجبنة، مالها علاقة بالجبنة لا تحسبوها جبنة. مجبنة مجهلة..
يعني الإنسان أيام يسافر في طلب العلم، من أجل أولاده لا يسافر إذاً يبقى جاهلاً هذه على موضوع الفقر. فسرها الفقهاء.
لها تفسير آخر: إذا الواحد جالس مع أولاده، وحان درس العلم جاية بنته والله هي وزوجه، بابا نحن اليوم اجينا لعندك صرنا شهر ما شفناكم، بلا هذا الدرس، لا يا بنتي أهلاً وسهلاً هذا بيتك، أنا بغيب ساعة وبرجع، أيام بتعاتبه، كل شيء لحاله، مكانتك محفوظة أما هذا مجلس العلم لابد منه. فأيام الإنسان من أجل أولاده يجهل يعني بصير جاهل هي معنى مجهلة.
أما محزنة: واحد قبل الزواج، أو قبل ما يجي أولاد، بتهمه صحته، بعد ما أجاه أولاد، وابنه سخن واحد وأربعين، يا ترى التهاب سحايا، يا ترى التهاب أمعاء، لا ينام الليل الأب، طبعاً صار يجي متاعب، ومشاغل، وأسباب للحزن عن طريق.. الحديث لا في نهي ولا في أمر، الحديث في تقرير، يعني من خصائص الأولاد أنهم يحملون على البخل، وعلى الجهل، وعلى الحزن، فخذ من الدنيا ما شئت، وخذ بقدرها هماً.
يكون واحد الله مو عاطي الله، يشوف هيكي ولد لابس بقلك دابت نفسي علي هيك ابن، مو عرفان شو في عندو شو في لها مضاعفات شوف الأب نفسه الذي عنده أولاد يقول لك والله شي بحير. سبحان الله الإنسان غير المؤمن لايرضى، لا انعطا.. قال ممرضة، مولدة فاتت لبيت، جابوا بنت، هالبكه، سحوا وبكيوا، جابوا بنت وتأثروا هيكه وكشوا فيها. من غرائب الصدف، بنفس اليوم دُعيت إلى بيت آخر، البيت الآخر يعني في قرابة أجاهم صبي بكيوا كلياتهم، سبع صبيان عوفوها حياتها الأم، مشتهية بنت واحدة، اجا التاني قال أيه والله حيرتونا إن جبنا بنات ما من خلص، صبيان ما من خلص، فهذا الحديث يعني في تقرير، تقرير لحقيقة فالي عندو بنات الحمد لله، والي عنده بنات وذكور الحمد لله، والي ما عندو الله فرغوا لطاعته، الحمد لله.
والله في دعاء يعني هذا الدعاء من أدق الأدعية، يقول عليه الصلاة والسلام:

((اللهم ما رزقتني مما أحب فاجعله عوناً لي فيما تحب، وما زويت عني ما أحب فاجعله فراغاً لي فيما تحب ))
والحمد لله رب العالمين


منقول
عزالدين بن عبد الله
عزالدين بن عبد الله

عدد الرسائل : 1410
الأوسمة : شروط الزواج   الدكتور محمد راتب النابلسي Dcsdff10
تاريخ التسجيل : 06/01/2008

https://azzedine.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

شروط الزواج الدكتور محمد راتب النابلسي :: تعاليق

avatar

مُساهمة الأربعاء ديسمبر 21, 2011 2:46 pm من طرف nadji80

رب اني لما أنزلت إلي من خير فقير
ادعولنا يسهلنا ربي ونتزوجوا

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى